Sunday, January 7, 2007

انت دير الهوى وشعري صلاة ..محمود حسن اسماعيل

اقبلي كالصلاة رقرقها النسك
بمحراب عابد متبتل
افبلي آية من الله عليا
زفها للفنون وحي منزل
اقبلي فالجراح ظمأى
وكأس الحب ثكلى
والشعر ناي معطل
أنت لحن على فمي عبقري
وأنا في حدائق الله بلبل
أقبلي قبل أن تميل بنا الريح
ويهوي بنا الفناء المعجل
زورقي في الوجود حيران شاك
مثقل بالأسى شريد مضلل
أزعجته الرياح واغتاله الليل
بجنح من الدياجير مسبل
فهو في ثورة الخضم غريب
خلط النوح لالمنى وتنقل
اقبلي ياغرام روحي فالشط
بعيد والروح باليأس مثقل
وغمام الحياة أعشى سوادي
ونور المنى بقلبي ترحل
أنا ميت تغافل القبر عني
وهو لو درى شقوتي ماتمهل
فاسكبي لي السنا وطوفي بنعشي
ينعش الروح سحرك المتهلل
أنت نبعي وأيكتي وظلالي
وخميلي وجدولي المتلسل
أنت لي واحة أفيء اليها
وهجير الأسى بجنبي مشعل
أنت ترنيمة الهدوء بشعري
وأنا الشاعر الحزين المبلل
أنت تهويدة الخيال لأحزاني
بأطياف نورها اتعلل
أنت كأسي وكرمت ومدامي
والطلا من يديك سكر محلل
أنت فجري على الحقول حياة
وصلاة ونشوة وتهلل
أنت تغريدة الخلود بألحاني
وشعر الحياة لغو مهلهل
أنت طيف الغيوب رفرف بالرحمة
والهدي والتبتل
أنت لي توبة اذا زل عمري
وصحا الأثم في دمي وتململ
أنت لي رحمة براها شعاع
هل ّمن أعين السماء وتنزل
أنت لي زهرة على شاطىء الاحلام
تٌروى بمهجتي وتُظلل
أنت شعر الأنسام وسوست الفجر
وذابت على حفيف السنبل
أنت سحر الغروب بل موجة
الاشراق عن سحرها جناني يسأل
أنت صفو اظلال تسبح في النهر
وتلهوعلى ضفاف الجدول
أنت عيد الأطيار فوق الروابي
أقبلي فالربيع للطير أقبل
أنت هولي وحيرتي وجنوني
يوم للحسن زهوة وتدلل
أنت دير الهوى وشعري صلاة
لك طابت ضراعاتي والتذلل
أنت نبع من الحنان عليه
أطرق الفن ضارعاً يتوسلأ
عين للخشوع تغري فخليها
على لوعتي تغض وتسبل
واتركيها وسحرها يتمادى
علّما "بابل" بنجواه تشغل
هو فنّي وملهمي فابعثيه
فهو من زهوه شحيح مبخل
يتغافى على الجفون فان رحت
أناجيه لج في الكرى وتوغل
وانتشي من سناك وانساب في
لحظك يحسو الضياء منه وينهل
وانبري من جفونك السود كالأ قدار
يردي كما يشاء ويقتل
ليت لي من صراعه كل يوم
غزوة في سكون قلبي تجلجل
ولك صوت ناغم عاده الشوق
فأضحى حنينه يترسل
نبرات كأنها شجن الأوتار
في عود عاشق مترحل
أو حفيف الأذان في مسمع الفجر
ندي الصدى شذي المنهل
أوغناء الظلال في خاطر الغد
ران شعر في الصمت عان مكبل
أو نشيد أذابه الأفق النائي
وغناه خاطري المتأمل
ولك البسمة الوديعة طهر
وصفاء وصبوة وتغزل
لذة الهمس في دمي تنقل الروح
لواد بصفو عمري مظلل
فاسكبيها على جناني وخلي
سحرها في مشاعري يتهدل
ولك الهدأة التي تغمر الحس
فيروي من السكون وتثمل
واحة للجمال قلبي فيها
من أسى الدهر ناسك متغزل
علمتني ظلالها كيف أنسى
صخب الهم وهو عصف مزلزل
ولك العفة التي عاد منها
"مريمي" الستور فوقك مسبل
ولك الحب ساعدي في وغى الأيام
والقلب وهنان أعزل
فتعالي نغيب عن ضجة الدنيا
ونمضي عن الوجود ونرحل
والى عشنا الجميل ففيه
هزج للهوى وظل وسلسل
وعصافير للمنى تتغنى
بالترانيم بين عشب وجدول
وغرام مقدس كاد يضوي
نوره العذب في سمانا ويشعل
ووفاء يكاد يسطع للدنيا
بشرع الى المحبين مرسل
عاد للعش كل طير ولم يبق
سوى طائر شريد مخبل
هو قلبي الذي تناسيت بلواه
فأضحى على الجراح يولول
أقبلي قبل أن تميل به الريح
ويهوي به الفناء المعجل
__________________
سوف اجتاز طريقي بين واحات الخلود
وسينزو بي طريقي من وجود لوجود
فركود الجسم لايبعث في الروح الركود

صلوات في هيكل الحب ..أبو القاسم الشابي

عذْبة ٌ أنتِ كالطّفولة ِ، كالأحلامِ
كاللّحنِ، كالصباحِ الجديدِ
كالسَّماء الضَّحُوكِ كالليلة ِ القمراءِ
كالورد، كابتسام الوليدِ
يا لها من وَداعة ٍ وجمالٍ
وشبابٍ مُنَعَّم أمْلُودِ!
يا لها من طهارة ٍ، تبعثُ التقديـ
ـسَ في مهجة الشَّقيِّ العنيدِ!..
يالها رقَّة ً تكادُ يَرفُّ الوَرْ
دُ منها في الصخْرة ِ الجُلْمُودِ!
أيُّ شيء تُراكِ؟ هلى أنتِ "فينيسُ"
تَهادتْ بين الورى مِنْ جديدِ
لتُعيدَ الشَّبابَ والفرحَ المعسولَ
للْعالم التعيسِ العميدِ!
أم ملاكُ الفردوس جاء إلى الأر
ضِ ليُحييِ روحَ السَّلامِ العهيدِ!
أنتِ..، ما أنتِ؟ أنتِ رسمٌ جميلٌ
عبقريٌّ من فنِّ هذا الوجودِ
فيكِ ما فيه من غموضٍ وعُمقٍ
وجمالٍ مُقَدِّسٍ معبودِ
أنتِ.. ما أنتِ؟ أنتِ فَجْرٌ من السّحرِ
تجلّى لقلبيَ المعمودِ
فأراه الحياة َ في مونِق الحسن
وجلّى له خفايا الخلودِ
أنتِ روحُ الرَّبيعِ، تختالُ فـ
الدنيا فتهتزُّ رائعاتُ الورودِ
وتهبُّ الحياة سكرى من العِطْر،
ـر، ويدْوي الوجودُ بالتَّغْريدِ
كلما أبْصَرَتْكِ عينايَ تمشين
بخطوٍ موقَّعٍ كالنشيدِ
خَفَقَ القلبُ للحياة ، ورفّ الزّهـ
رُ في حقل عمريَ المجرودِ
وأنتشتْ روحي الكئيبة ُ بالحبِّ
وغنتْ كالبلبل الغرِّيدِ
أنتِ تُحِيينَ في فؤادي ما قد
ماتَ في أمسي السعيدِ الفقيدِ
وَتُشِيدينَ في خرائبِ روحي
ما تلاشى في عهديَ المجدودِ
من طموحِ إلى الجمالِ إلى الفنِّ،
إلى ذلك الفضاءِ البعيدِ
وتَبُثِّين رقّة َ الشوق، والأحلامِ
والشّدوِ، والهوى ، في نشيدي
بعد أن عانقتُ كآبة ُ أيَّامي
فؤادي، وألجمتْ تغريدي
أنت أنشودة ُ الأناشيد، غناكِ
إله الغناءِ، ربُّ القصيدِ
فيكِ شبّ الشَّبابُ، وشَّحهُ السِّحْرُ
وشدوُ الهوى ، وَعِطْرُ الورودِ
وتراءى الجمالُ، يَرْقُصَ رقصاً
قُدُسيَّا، على أغاني الوجودِ
وتهادتْ في لإُفْقِ روحِكِ أوْزانُ
الأغَاني، وَرِقّة ُ التّغريدِ
فَتَمايلتِ في الوجود، كلحنٍ
عبقريِّ الخيالِ حلوِ النشيدِ:
خطواتٌ، سكرانة ُ بالأناشيد،
وصوتٌ، كرجْع ناي بعيدِ
وَقوامٌ، يَكَادُ يَنْطُقُ بالألحان
في كلِّ وقفة ٍ وقعودِ
كلُّ شيءٍ موقَعٌ فيكِ، حتّى
لَفْتَة ُ الجيد، واهتزازُ النهودِ
أنتِ..، أنتِ الحياة ُ، في قدْسها
السامى ، وفي سحرها الشجيِّ الفريدِ
أنتِ..، أنتِ الحياة ُ، في رقَّة ِ
الفجر في رونق الرَّبيعِ الوليدِ
أنتِ..، أنتِ الحياة ً كلَّ أوانٍ
في رُواءِ من الشباب جديدِ
أنتِ..، أنتِ الحياة ُ فيكِ وفي عينَيْـ
وفي عيْنَيْكِ آياتُ سحرها الممدُودِ
أنتِ دنيا من الأناشيد والأحْلام
والسِّحْرِ والخيال المديدِ
أنتِ فوقَ الخيال، والشِّعرِ، والفنِّ
وفوْقَ النُّهَى وفوقَ الحُدودِ
أنتِ قُدْسي، ومَعبدي، وصباحي،
وربيعي، ونَشْوَتِي، وَخُلودي
يا ابنة َ النُّور، إنّني أنا وَحْدي
من رأى فيكِ رَوْعَة َ المَعْبُودِ
فدَعيني أعيشُ في ظِلّك العذْبِ
وفي قرْب حُسْنك المشهودِ
عيشة ً للجمال والفنّ والإلهام
والطُّهرْ، والسّنَى ، والسّجودِ
عيشة َ النَّاسِكِ البُتولِ يُنَاجي الرّ
بَّ في نشوَة ِ الذُّهول الشديدِ
وامنَحيني السّلامَ والفرحَ الرّو
حيَّ يا ضَوْءَ فجْريَ المنشودِ
وارحَميني، فقدْ تهدَّمتُ في كو
نٍ من اليأس والظلام مَشيدِ
أَنقذِيني من الأَسى ، فلقد أَمْسيـ
أَمْسَيتُ لا أستطيعُ حملَ وجودي
في شِعَابِ الزَّمان والموت أمشي
تحت عبءِ الحياة جَمَّ القيودِ
وأماشي الورَى ونفسيَ كالقبرِ،
ـرِ، وقلبي كالعالم المهدودِ
ظُلْمَة ٌ، ما لها ختامٌ، وهولٌ
شائعٌ في شكونا الممدودِ
وإذا ما اسْتخفّني عَبَثُ النَّاس
تبسَّمتُ في أسَى ً وجُمُودِ
بسمة ً مُرَّة ً، كأنِّيَ أستلُّ
من الشَّوْك ذابلاتِ الورودِ
وانْفخي في مَشَاعِري مَرَحَ الدُّنيا
وشُدِّي مِنْ عزميَ المجهودِ
وابعثي في دمي الحَرارَة ، عَلَّي
أتغنَّى مع المنى مِنْ جَديدِ
وأبثُّ الوُجودَ أنْغامَ قلبٍ
بُلْبُليٍّ، مُكَبَّلٍ بالحديدِ
فالصباحُ الجميلُ يُنعشُ بالدِّفءْ
حياة َ المحطَّمِ المكدودِ
أَنقذيني، فقد سئمتُ ظلامي!
أَنقذيني، فقد مللتُ ركودي
آهِ يا زَهرتي الجميلة ُ لو تَدْرِين
ما جَدَّ في فؤادي الوَحِيدِ
في فؤادي الغريبِ تُخْلَقُ أكوانٌ
من السحر ذات حسن فريد
وشموسٌ وضَّاءة ٌ ونجومٌ
تَنْثُرُ النُّورَ في فَضَاءٍ مديدِ
وربيعٌ كأنّه حُلُمُ الشّاعرِ
في سَكرة الشّباب السعيدِ
ورياضٌ لا تعرف الحَلَك الدَّاجي
ولا ثورة َ الخَريفِ العتيدِ
وَطُيورٌ سِحْرِيَّة ٌ تتناغَى
بأناشيدَ حلوة ِ التغريدِ
وقصورٌ كأَنَّها الشَّفَقُ المخضُوبُ
أو طلعة ُ الصباحِ الوليدِ
وغيومٌ رقيقة تَتَادَى
كأَباديدَ من نُثَارِ الورودِ
وحياة ٌ شعريَّة ٌ هي عندي
صورة ٌ من حياة ِ أهلِ الخلودِ
كلُّ هذا يشيدهُ سحرُ عينيكِ
وإلهامُ حسْنكِ المعبودِ
وحرامٌ عليكِ أن تَهْدمي ما
شَادهُ الحُسْنُ في الفؤاد العميدِ
وحرامٌ عليكِ أن تسْحَقي آمـ
ـالَ نفسٍ تصْبو لعيشٍ رغيدِ
منكِ ترجو سَعَادَة ً لم تجدْهَا
في حياة ِ الوَرَى وسحرِ الوجودِ
فالإلهُ العظيمُ لا يَرْجُمُ العَبْدَ
إذا كانَ في جَلالِ السّجودِ

Saturday, January 6, 2007

قارئة الفنجان ...نزار قباني


جلست .. والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت : يا ولدي لا تحزن
فالحب عليك هوا المكتوب
ياولدي .. قد مات شهيداً
من مات على دين المحبوب
فنجانك .. دنيا مرعبه
وحياتك أسفار وحروب
ستحب كثيرا وكثيرا
وتموت كثيرا وكثيرا
وستعشق كل نساء الأرض
وترجع كالملك المغلوب
بحياتك .. يا ولدي .. امراءة
عيناها .. سبحان المعبود
فمها .. مرسوم كالعنقود
ضحكتها .. موسيقي وورود
لكن سماءك ممطرة
وطريقك مسدود
مسدود
فحبيبه قلبك .. ياولدي
نائمة في قصر مرصود
والقصر كبيراً يا ولدي
وكلاب تحرسه وجنود
وأميرة قلبك نائمة
من يدخل حجرتها مفقود
من يدنو
من سور حديقتها
مفقود
من حاول فك ضفائرها
يا ولدي
مفقود
مفقود
مفقود
بصرت
ونجمت كثيراً
لكني .. لم اقرأ أبدا
فنجانا يشبه فنجانك
لم اعرف أبداً يا ولدي
أحزاناً
تشبه أحزانك
مقدورك أن تمشي أبدا
في الحب .. على حد الخنجر
وتظل وحيداً كالأصداف
وتظل حزيناً كالصفصاف
مقدورك أن تمضي ابداً
في بحر الحب بغير قلوع
وتحب ملايين المرات
وترجع كالملك المخلوع
جلست .. والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت : ياولدي لا تحزن
فالحب عليك هوا المكتوب
يا ولدي .. قد مات شهيداً
من مات على دين المحبوب

ملحمة الأطلال ...ابراهيم ناجي


يا فؤادي، رحم الله الهوى
كان صرحا من خيال فهوى
اسقني واشرب على أطلاله
وارو عني، طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبراً
وحديثاً من أحاديث الجوى
وبساطاً من ندامى حلم
هم تواروا أبداً، وهو انطوى
***
يا رياحاً، ليس يهدا عصفها
نضب الزيت ومصباحي انطفا
وأنا أقتات من وهم عفا
وأفي العمر لناس ما وفى
كم تقلبت على خنجره
لا الهوى مال، ولا الجفن غفا
وإذا القلب - على غفرانه -
كلما غار به النصل عفا
***
يا غراماً كان مني في دمي
قدراً كالموت، أو في طعمه
ما قضينا ساعة في عرسه
وقضينا العمر في مأتمه
ما انتزاعي دمعة من عينه
واغتصابي بسمه من فمه
ليت شعري أين منه مهربي
أين يمضي هارب من دمه ؟
***
لست أنساك وقد ناديتني
بفم عذب المناداة رقيق
ويد تمتد نحوي، كيد من
خلال الموج مدت لغريق
آه يا قبلة أقدامي، إذا
شكت الأقدام أشواك الطريق
وبريقاً يظمأ الساري له
أين في عينينك ذياك البريق ؟
***
لست أنساك، وقد أغريتني
بالذرى الشم،فأدمنت الطموح
أنت روح في سمائي، وأنا
لك أعلو، فكأني محض روح
يا لها من قمم كنا بها
نتلاقى، وبسرينا نبوح
نستشف الغيب من أبراجها
ونرى الناس ظلال في السفوح
***
أنت حسن في ضحاه لم يزل
وأنا عندي أحزان الطفل
وبقايا الظل من ركب رحل
وخيوط النور من نجم أفل
ألمح الدنيا بعيني سئم
وأرى حولي أشباح الملل
راقصات فوق أشلاء الهوى
معولات فوق أجداث الأمل
***
ذهب العمر هباء، فاذهبي
لم يكن وعدك إلا شبحا
صفحة قد ذهب الدهر بها
أثبت الحب عليها ومحا
انظري ضحكي ورقصي
فرحا وأنا أحمل قلباً ذبحا
ويراني الناس روحا طائراً
والجوى يطحنني طحن الرحى
***
كنت تمثال خيالي، فهوى
المقادير أرادت لا يدي
ويحها، لم تدر ماذا حطمت
حطمت تاجي، وهدت معبدي
يا حياة اليائس المنفرد
يا يباباً ما به من أحد
يا قفاراً لافحات ما بها
من نجي، يا سكون الأبد
***
أين من عيني حبيب ساحر
فيه نبل وجلال وحياء
واثق الخطوة يمشي ملكاً
ظالم الحسن، شهي الكبرياء
عبق السحر كأنفاس الربى
ساهم الطرف كأحلام المساء
مشرق الطلعة، في منطقه
لغة النور، وتعبير السماء
***
أين مني مجلس أنت به
فتنة تمت سناء وسنى
وأنا حب وقلب ودم
وفراش حائر منك دنا
ومن الشوق رسول بيننا
ونديم قدم الكأس لنا
وسقانا، فانتفضنا لحظة
لغبار آدمي مسنا !
***
قد عرفنا صولة الجسم التي
تحكم الحي، وتطغى في دماه
وسمعنا صرخة في رعدها
سوط جلاد، وتعذيب إله
أمرتنا، فعصينا أمرها وأبينا
الذل أن يغشى الجباه
حكم الطاغي، فكنا في العصاة
وطردنا خلف أسوار الحياه
***
يا لمنفيين ضلا في الوعور
دميا بالشوك فيها والصخور
كلما تقسو الليالي، عرفا
روعة الآلام في المنفى الطهور
طردا من ذلك الحلم الكبير
للحظوظ السود، والليل الضرير
يقبسان النور من روحيهما
كلما قد ضنت الدنيا بنور
***
أنت قد صيرت أمري عجبا
كثرت حولي أطيار الربى
فإذا قلت لقلبي ساعة
قم نغرد لسوى ليلى أبى
حجب تأبى لعيني مأربا
غير عينيك، ولا مطلبا
أنت من أسدلها، لا تدعي
أنني أسدلت هذي الحجبا
***
ولكم صاح بي اليأس انتزعها
فيرد القدر الساخر : دعها
يا لها من خطة عمياء، لو أنني
أبصر شيئاً لم أطعها
ولي الويل إذا لبيتها
ولي الويل إذا لم أتبعها
قد حنت رأسي، ولو كل القوى
تشتري عزة نفسي، لم أبعها
***
يا حبيباً زرت يوماً أيكه
طائر الشوق، أغني ألمي
لك إبطاء الدلال المنعم
وتجني القادر المحتكم
وحنيني لك يكوي أعظمي
والثواني جمرات في دمي
وأنا مرتقب في موضعي
مرهف السمع لوقع القدم
***
قدم تخطو، وقلبي مشبه
موجة تخطو إلى شاطئها
أيها الظالم : بالله إلى كم
أسفح الدمع على موطئها
رحمه أنت، فهل من رحمة
لغريب الروح أو ظامئها
يا شفاء الروح، روحي تشتكي
ظلم آسيها، إلى بارئها
***
أعطني حريتي واطلق يديّ
إنني أعطيت ما استبقيت شيّ
آه من قيدك أدمى معصمي
لم أبقيه، وما أبقى علي ؟
ما احتفاظي بعهود لم تصنها
وإلام الأسر، والدنيا لدي !
ها أنا جفت دموعي فاعف عنها
إنها قبلك لم تبذل لحي
***
وهب الطائر من عشك طارا
جفت الغدران، والثلج أغارا
هذه الدنيا قلوب جمدت
خبت الشعلة، والجمر توارى
وإذا ما قبس القلب غدا
من رماد، لا تسله كيف صارا
لا تسل واذكر عذاب المصطلي
وهو يذكيه فلا يقبس نارا
***
لا رعى الله مساء قاسياً قد
أراني كل أحلامي سدى
وأراني قلب من أعبده ساخراً
من مدمعي سخر العدا
ليت شعري، أي أحداث جرت
أنزلت روحك سجناً موصدا!
صدئت روحك في غيهبها
وكذا الأرواح يعلوها الصدا
***
قد رأيت الكون قبراً ضيقاً -خيم اليأس عليه والسكوت
ورأت عيني أكاذيب الهوى
واهيات كخيوط العنكبوت
كنت ترثي لي، وتدري ألمي
لو رثى للدمع تمثال صموت
عند أقدامك دنيا تنتهي
وعلى بابك آمال تموت
***
كنت تدعوني طفلا، كلما
ثار حبي، وتندت مقلي
ولك الحق، لقد عاش الهوى
في طفلا، ونما لم يعقل
وأرى الطعنة إذ صوبتها
فمشت مجنونة للمقتل
رمت الطفل، فأدمت قلبه
وأصابت كبرياء الرجل
***
قلت للنفس وقد جزنا الوصيدا
عجلي لا ينفع الحزم وئيدا
ودعي الهيكل شبت ناره
تأكل الركع فيه والسجودا
يتمنى لي وفائي عودة
والهوى المجروح يأبى أن نعودا
لي نحو اللهب الذاكي به
لفتة العود إذا صار وقودا
***
لست أنس أبداً ساعة في العمر
تحت ريح صفقت لارتقاص المطر
نوحت للذكر وشكت للقمر
وإذاما طربت عربدت في الشجر
هاك ما قد صبت الريــــح بأذن الشاعر
وهي تغري القلب إغـراء الفصيـح الفاجر :
" أيها الشاعر تغفو تذكر العهد وتصحو
وإذا ما التام جرح جد بالتذكار جرح
فتعلم كيف تنسى وتعلم كيف تمحو
أو كـل الحب في رأيـك غفـران وصفح ؟
***
هاك فانظر عدد الرمـــــل قلوباً ونساء
فتخير ما تشاء ذهب العمر هباء
ضل في الأرض الذي ينشد أبناء السماء
أي روحانية تعـــــصر من طين وماء؟ "
***
أيها الريح أجل، لكنما هي
حبي وتعلاتي ويأسي
هي في الغيب لقلبي خلقت
أشرقت لي قبل أن تشرق شمسي
وعلى موعدها أطبقت عيني
وعلى تذكارها وسدت رأسي
***
جنت الريح ونادتــــــــــه شياطين الظلام
أختاماً ! كيف يحلو لك في البدء الختام ؟
يا جريحاً أسلم الــــــــــجرح حبيباً نكأة
هو لا يبكي إذا النـــــــــــاعي بهذا نبأه
أيها الجبار هل تصــــــــرع من أجل امرأه ؟
***
يا لها من صيحة ما بعثت
عنده غير أليم الذكر
أرقت في جنبه، فاستيقظت
كبقايا خنجر منكسر
لمع النهر وناداه له
فمضى منحدرا للنهر
ناضب الزاد، وما من سفر
دون زاد غير هذا السفر
***
يا حبيبي كل شيء بقضاء
ما بأيدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا ذات
يوم بعدما عز اللقاء
فإذا أنكر خل خله
وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل إلي غايته
لا تقل شئنا،وقل لي الحظ شاء !
***
يا مغني الخلد، ضيعت العمر
في أناشيد تغنى للبشر
ليس في الأحياء من يسمعنا
ما لنا لسنا نغني للحجر !
للجمادات التي ليست تعي
والرميمات البوالي في الحفر
غنها، سوف تراها انتفضت
ترحم الشادي وتبكي للوتر
***
يا نداء كلما أرسلته
رد مقهوراً وبالحظ ارتطم
وهتافاً من أغاريد المنى
عاد لي وهو نواح وندم
رب تمثال جمال وسنا
لاح لي والعيش شجو وظلم
ارتمى اللحن عليه جاثياً
ليس يدري أنه حسن أصم
***
هدأ الليل ولا قلب له
أيها الساهر يدري حيرتك
أيها الشاعر خذ قيثارتك
غن أشجانك واسكب دمعتك
رب لحن رقص النجم له
وغزا السحب وبالنجم فتك
غنه، حتى ترى ستر الدجى
طلع الفجر عليه فانهتك
***
وإذا ما زهرات ذعرت
ورأيت الرعب يغشى قلبها
فترفق واتئد واعزف لها
من رقيق اللحن، وامسح رعبها
ربما نامت على مهد الأسى
وبكت مستصرخات ربها
أيها الشاعر، كم من زهرة
عوقبت، لم تدر يوماً ذنبها !
***

خمس أغنيات إلى حبيبتي..! ...امل دنقل


علي جناح طائر
مسافر..
مسافر..
تأتيك خمس أغنيات حب
تأتيك كالمشاعر الضريرة
من غربة المصب
إليك: يا حبيبتي الاميره
الأغنية الأولى
مازلت أنت.....أنت
تأتلقين يا وسام الليل في ابتهال صمت
لكن أنا ،
أنا هنـــــــا:
بلا (( أنا ))
سألت أمس طفلة عن اسم شارع
فأجفلت..........ولم ترد
بلا هدى أسير في شوارع تمتد
وينتهي الطريق إذا بآخـر يطل
تقاطعُ ،
تقاطع
مدينتي طريقها بلا مصير
فأين أنت يا حبيبتي
لكي نسير
معا......،
فلا نعود،
لانصل.
الأغنية الثانية
تشاجرت امرأتان عند باب بيتنا
قولهما علي الجدران صفرة انفعال
لكن لفظا واحدا حيرني مدلوله
قالته إحداهن للأخرى
قالته فارتعشت كابتسامة الأسرى
تري حبيبتي تخونني
أنا الذي ارش الدموع ..نجم شوقنا
ولتغفري حبيبتي
فأنت تعرفين أن زمرة النساء حولنا
قد انهد لت في مزلق اللهيب المزمنة
وانت يا حبيبتي بشر
في قرننا العشرين تعشقين أمسيا ته الملونة
قد دار حبيبتي بخاطري هذا الكدر
لكني بلا بصر:
أبصرت في حقيبتي تذكارك العريق
يضمنا هناك في بحيرة القمر
عيناك فيهما يصل ألف رب
وجبهة ماسية تفنى في بشرتها سماحة المحب
أحسست أني فوق فوق أن اشك
وأنت فوق كل شك
وإني أثمت حينما قرأت اسم ذلك الطريق
لذا كتبت لك
لتغفري
الأغنية الثالثة
ماذا لديك يا هوى
اكثر مما سقيتني
اقمت بها بلا ارتحال
حبيبتي: قد جاءني هذا الهوى
بكلمة من فمك لذا تركته يقيم
وظل ياحبيبتي يشب
حتى يفع
حتى غدا في عنفوان رب
ولم يعد في غرفتي مكان
ما عادت الجدران تتسع
حطمت يا حبيبتي الجدران
حملته ، يحملني ،
الى مدائن هناك خلف الزمن
اسكرته ، اسكرني
من خمرة أكوابها قليلة التوازن
لم افلت
من قبضة تطير بي الى مدى الحقيقة
بأنني أصبت،....اشتاق يا حبيبتي

قصيدة الحزن ...نزار قباني


علمني حبك ..أن أحزن
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور
لامرأة.. تجمع أجزائي
كشظايا البلور المكسور
***
علمني حبك سيدتي أسوء عادات
علمني أخرج من بيتي
في الليلة ألاف المرات..
و أجرب طب العطارين..
و أطرق باب العرافات..
علمني ..أخرج من بيتي..
لأمشط أرصفة الطرقات
و أطارد وجهك..
في الأمطار..
و في أضواء السيارات..
و أطارد ثوبك..
في أثواب المجهولات
و أطارد طيفك..
حتى..حتى..
في أوراق الإعلانات..
علمني حبك كيف أهيم على وجهي..ساعات
بحثا عن شعر غجري
تحسده كل الغجريات
بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..
هو كل الأوجه و الأصواتْ
***
أدخلني حبكِ.. سيدتي
مدن الأحزانْ..
و أنا من قبلكِ لم أدخلْ
مدنَ الأحزان..
لم أعرف أبداً..
أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزنٍ
ذكرى إنسانْ..
***
علمني حبكِ..
أن أتصرف كالصبيانْ
أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطانْ..
و على أشرعة الصيادينَ
على الأجراس, على الصلبانْ
علمني حبكِ..كيف الحبُّ
يغير خارطة الأزمانْ..
علمني أني حين أحبُّ..
تكف الأرض عن الدورانْ
علمني حبك أشياءً..
ما كانت أبداً في الحسبانْ
فقرأت أقاصيصَ الأطفالِ..
دخلت قصور ملوك الجانْ
و حلمت بأن تتزوجني
بنتُ السلطان..
تلك العيناها ..
أصفى من ماء الخلجانْ
تلك الشفتاها..
أشهى من زهر الرمانْ
و حلمت بأني أخطفها مثل الفرسانْ..
و حلمت بأني أهديها أطواق اللؤلؤ و المرجانْ..
علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيانْ
علمني كيف يمر العمر..
و لا تأتي بنت السلطانْ..
***
علمني حبكِ..
كيف أحبك في كل الأشياءْ
في الشجر العاري, في الأوراق اليابسة الصفراءْ
في الجو الماطر.. في الأنواءْ..
في أصغر مقهى.. نشرب فيهِ..
مساءً..قهوتنا السوداءْ..
علمني حبك أن آوي..
لفنادقَ ليس لها أسماءْ
و كنائس ليس لها أسماءْ
و مقاهٍ ليس لها أسماءْ
علمني حبكِ..كيف الليلُ
يضخم أحزان الغرباءْ..
علمني..كيف أرى بيروتْ
إمرأة..طاغية الإغراءْ..
إمراةً..تلبس كل كل مساءْ
أجمل ما تملك من أزياءْ
و ترش العطرعلى نهديها
للبحارةِ..و الأمراء..
علمني حبك أن أبكي من غير بكاءْ
علمني كيف ينام الحزن
كغلام مقطوع القدمينْ..
في طرق (الروشة) و (الحمراء)..
علمني حبك أن أحزنْ..
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزنْ..
لامرأة تجمع أجزائي..
كشظايا البلور المكسور..

حب بلا حدود ...نزار قباني


-1-
يا سيِّدتي:
كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العامْ.
أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ
بعد ولادة هذا العامْ..
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ و بالأيَّامْ.
أنتِ امرأةٌ..
صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..
و من ذهب الأحلامْ..
أنتِ امرأةٌ..كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوامْ..
-2-
يا سيِّدتي:
يالمغزولة من قطنٍ و غمامْ.
يا أمطاراً من ياقوتٍ..
يا أنهاراً من نهوندٍ..
يا غاباتِ رخام..
يا ن تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..
و تسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.
لن يتغَّرَ شيئٌ في عاطفتي..
في إحساسي..
في وجداني..في إيماني..
فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..
-3-
يا سيِّدتي:
لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ, و أسماء السنواتْ.
أنتِ امرأةً تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.
سوف أحِبُّكِ..
عد دخول القرن الواحد و العشرينَ..
و عند دخول القرن الخامس و العشرينَ..
و عند دخول القرن التاسع و العشرينَ..
و سوفَ أحبُّكِ..
حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..
و تحترقُ الغاباتْ..
-4-
يا سيِّدتي:
أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..
و وردةُ كلِّ الحرياتْ.
يكفي أنت أتهجى إسمَكِ..
حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..
و فرعون الكلماتْ..
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..
حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..
و ترفعَ من أجلي الراياتْ..
-5-
يا سيِّدتي:
لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.
لَن يتغَّرَ شيءٌ منّي.
لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.
لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.
لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.
حين يكون الحبُ كبيراً ..
و المحبوبة قمراً..
لن يتحول هذا الحُبُّ
لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...
-6-
يا سيِّدتي:
ليس هنالكَ شيئٌ يملأ عَيني
لا الأضواءُ..
و لا الزيناتُ..
و لا أجراس العيد..
و لا شَجَرُ الميلادْ.
لا يعني لي الشارعُ شيئاً.
لا تعني لي الحانةُ شيئاً.
لا يعنيي أي كلامٍ
يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.
-7-
يا سيِّدتي:
لا أتذكَّرُ إلا صوتَكِ
حين تدقُّ نواقبس الأحيادْ.
لاأتذكرُ إلا عطرَكِ
حين أنام على ورق الأعشابْ.
لا أتذكر إلا وجهكِ..
حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..
و أسمع طَقْطَقَةَ الأحطابْ..
-8-
ما يُفرِحُني يا سيِّدتي
أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ
بين بساتينِ الأهدابْ...
-9-
ما يبهرني يا سيِّدتي
أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..
أعانقُهُ..
و أنام سعيداً كالأولادْ...
-10-
يا سيِّدتي:
ما أسعدني في منفاي
أقطِّرُ ماء الشعرِ..
و أشرب من خمر الرهبانْ
ما أقواني..
حين أكونُ صديقاً
للحريةِ.. و الإنسانْ...
-11-
يا سيِّدتي:
كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..
و في عصر التصويرِ..
و في عصرِ الرُوَّادْ
كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً
في فلورنسَا.
أو قرطبةٍ.
أو في الكوفَةِ
أو في حَلَبً.
أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ...
-12-
يا سيِّدتي:
كم أتمنى لو سافرنا
نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ.
حيث الحبُّ بلا أسوارْ.
و الكلمات بلا أسوارْ.
و الأحلامُ بلا أسوارْ.
-13-
يا سيِّدتي:
لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ, يا سيدتي
سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..
و أعنفَ مما كانْ..
أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..
و في تاريخِ الشعْرِ..
و في ذاكرةَ الزنبق و الريحانْ...
-14-
يا سيِّدةَ العالَمِ:
لا يشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ.
أنتِ امرأتي الأولى.
أمي الأولى.
رحمي الأولُ.
شَغَفي الأولُ.
شَبَقي الأوَّلُ.
طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ...
-15-
يا سيِّدتي:
يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى.
هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..
هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..
كي أستوطنَ فيها..
قُلي أيَّ عبارة حُبٍّ
حيت تبتدئَ الأعيادْ